فصل: ثم دخلت سنة خمسين وأربعمائة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ أبي الفداء **


  ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة

موت أبي كاليجار وملك ابنه الملك الرحيم في هذه السنة توفي الملك أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولـة ابـن ركـن الدولة ابن بويه في رابع جمادى الأولى بمدينة جناب من كرمان وكان قد سار إلى بلاد كرمان لخروج عامله بهرام الديلمي عن طاعته ومرض من قصر مجاشع وتم سايـراً وقويـت بـه الحمـى وضعـف عـن الركـوب فركـب فـي محفـة فتوفـي فـي جنـاب وكـان عمـره أربعيـن سنة وشهـوراً وكـان ملكـه العـراق أربـع سنيـن وشهريـن ولمـا توفـي نهبـت الأتـراك الخزائـن والسلـاح والـدواب من العسكر‏.‏

وكان معه ولده أبو منصور فلاستون بن أبي كاليجار فعاد إلى شيراز وملكها‏.‏

ولما وصل خبر وفاة أبي كاليجار إلى بغداد وبها ولده الملك الرحيم أبو نصر خسره فيروز بن أبي كاليجار جمع الجند واستحلفهم واستولى على بغداد ثم أرسل الملك الرحيم عسكراً إلى شيراز فقبضوا على أخيه أبي منصور فلا ستون وعلى والدته في شوال هذه السنـة وخطـب للملك الرحيم بشيراز ثم سار الملك الرحيم من بغداد إلى خوزستان فلقيه من بها من الجند وأطاعوه ومن جملتهم كرشاسف بن علاء الدولة صاحب همذان فإنه كان قد قدم إلى الملك أبي كاليجار لما أخذ منه إبراهيم ينال أخو طغريل بك همذان‏.‏

فـي هـذه السنة توفي محمد بن محمد بن غيلان البزار وهو راوي الأحاديث المعروفة بالغيلانيات التي أخرجها الدارقطني وهي من أعلى الحديث وأحسنه‏.‏

  ثم دخلت سنة إحدى وأربعين وأربعمائة

فيها جمع فلاستون بن أبي كاليجار جمعاً بعد أن خلص من الاعتقال واستولى على بلاد فارس وفيها جرى بين طغرلبك وأخيه إبراهيم ينال وحشة أدت إلى قتال بينهما فانهزم إبراهيم ينال وعصي بقلعة سرماح فحصره بها طغرلبك واستنزله قهراً‏.‏

وفيها أرسل ملـك الـروم إلـى السلطـان طغرلبـك هديـة عظيمـة وطلـب منـه المعاهدة فأجابه إليها وعمر مسجد القسطنطينية وأقام فيه الصلاة والخطبة لطغرلبك ودانت الناس له وتمكن ملكه وثبت‏.‏

وفيها أفرج السلطان طغرلبك عن أخيه ينال وتركه معه‏.‏

وفاة مودود فـي هـذه السنة في رجب توفي أبو الفتح مودود بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة وعمره تسع وعشرون سنة وملك تسع سنين وعشرة أشهر وكان موته بغزنة واستقر في الملك بعده عمه عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين وكان مودود قد حبس عمه المذكور فخرج موته واستقر في الملك ولقب شمس دين الله سيف الدولة‏.‏

غير ذلك فيها سار الباسيري كبير الأتراك ببغداد وملك الأنبار وأظهر العدل وحسن السيرة ولما قرر قواعدها عاد إلى بغداد‏.‏

وفيها ملك عسكر خليفة مصر العلوي مدينة حلب وأخذوها من ثمـال بـن صالـح بـن مـرداس الكلابـي علـى ما قدمنا ذكره في سنة اثنتين وأربعمائة‏.‏

وفيها وقعت الفتنـة ببغـداد بيـن السنيـة والشيعـة وعظـم الأمـر حتى بطلت الأسواق وشرع أهل الكرخ في بناء سـور عليهـم محيطـاً بالكـرخ وشـرع السنيـة مـن القلابيـن ومـن يجـري مجراهـم فـي بنـاء سـور علـى سـوق القلابيـن وكان الأذان بأماكن الشيعة بحي على خير العمل وبأماكن السنية الصلاة خير من النوم‏.‏

وفيها توفي أبو بكر منصور بن جلال الدولة وله شعر حسن‏.‏

دخلت سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة في هذه السنة سار السلطان طغرلبك من خراسان وحاصـر أصفهان وبها صاحبها أبو منصور بن علاء الدولة بن كاكويم به وطال محاصرته قريب سنـة وأخذهـا بالأمـان ودخـل السلطان طغرلبك أصفهان في المحرم سنة ثلاث وأربعين واستطابها ونقل إليها ما كان له بالري من سلاح ذخائر‏.‏

حال قرواش مع أخيه وفيها استولى أبو كامل بركة بن المقلد على أخيه قرواش بن المقلد ولم يبق لقرواش مع أخيه المذكور تصرف في المملكة وغلب عليها أبو كامل المذكور ولقبه زعيم الدولة‏.‏

وهزيمة المعز بن باديس فـي هـذه السنـة لمـا قطـع المعـز بـن باديس خطبة العلويين من إفريقية وخطب للعباسيين عظم ذلك

علـى المستنصـر العلـوي وأرسـل إلـى المعـز بـن باديـس فـي ذلـك فأغلظ ابن باديس في الجواب وكان وزير المستنصر الحسن بن علي اليازوري ويازور من أعمال الرملة فاتفقا على إرسال زغبة ورياح وهما قبيلتان من العرب وكان بينهم حرب فأصلح المستنصر بينهم وجهزهم بالأموال فساروا واستولوا على برقة فسار إليهم المعز بن باديس فهزموه وساروا إلى إفريقية وقطعوا الأشجـار وحصـروا المـدن ونـزل بأهـل إفريقية من البلاء ما لم يعهدوا مثله‏.‏

ثم جمع المعز ما يزيد على ثلاثين ألف فارس والتقى معهم فهزموه أيضاً ودخل المعز القيروان مهزوماً‏.‏

ثم جمع المعز وخرج إليهم والتقوا وجرى بينهم قتال عظيم ثم انهزمت عساكر المعز وكثر القتل فيهم وانهزم المعز ووصلت العرب إلى القيروان ونزلوا بمصلى القيروان وأقام العرب يحاصرون البلاد وينهبونها إلى سنة تسع وأربعين وأربعمائة وانتقل المعز إلى المهدية فـي رمضـان سنـة تسـع وأربعيـن وأربعمائة ونهبت العرب القيروان‏.‏

غير ذلك من الحوادث فيهـا سـار مهلهـل بـن محمـد بـن عنـان أخو أبي الشوك إلى السلطان طغرلبك فأحسن إليه طغرلبك وأقـره علـى بلـاده ومـن جملتهـا السيـروان ودقوقـا وشهرزور والصامغان وكان سرحاب بن محمد أخو مهلهل محبوساً عند طغرلبك فأطلقه لأخيه مهلهل‏.‏

  ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

فيها كانت الفتنة بين السنية والشيعة ببغداد وعظم الأمـر وأحـرق ضريح قبر موسى بن جعفر وقبر زبيدة وقبور ملوك بني بويه وجميع الترب التي حواليها ووقع النهب وقصد أهل الكرخ إلى خان الحنفيين وقتلوا مدرس الحنفيين أبا سعيد السرخسي وأحرقوا الخان ودور الفقهاء ثم صارت الفتنة إلى الجانب الشرقي فاقتتل أهل باب الطاق وسوق يحيى والأساكفة‏.‏

وفاة زعيم الدولة بركة بن المقلد وفي هذه السنة توفي بركة بن المقلد بن المسيب بتكريت واجتمع العرب وكبراء الدولة على إقامة ابن أخيه قريش بن بدران بن المقلد وكان بدران بن المقلد المذكور صاحب نصيبين ثم صارت لقريش المذكور بعده وكان قرواش تحت الاعتقـال منـذ اعتقلـه أخـوه بركـة مـع القيـام بوظائفـه ورواتبـه فلمـا تولـى قريـش نقـل عمه قرواشاً إلى قلعة الجراحية من أعمال الموصل فاعتقله بها‏.‏

فيها وقت العصر ظهر ببغداد سكب له ذؤابة غلب نوره على الشمس وسار سيراً بطيئاً ثـم انقـض‏.‏

وفيهـا وصـل رسـول طغرلبـك إلـى الخليفـة بالهدايـا‏.‏

وفيهـا عـاد طغرلبـك عـن أصفهان إلى الـري‏.‏

وفيها كرشاسف بن علاء الدولة بن كاكويه بالأهواز وكان قد استخلفه بها أبو منصور بن أبي كاليجار‏.‏

  ثم دخلت سنة أربع وأربعين وأربعمائة

قتل عبد الرشيد في هذه السنة قتل عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة قتله الحاجب طغريل وكان حاجباً لمودود بن مسعود فأقره عبد الرشيد وقدمه فطمع في الملك وخرج على عبد الرشيد المذكور فانحصر عبد الرشيد بقلعة غزنـة وحصـره طغريـل حتـى سلمـه أهـل القلعـة فقتله طغريل وتزوج ببنت السلطان مسعود كرهاً ثم اتفقت كبراء الدولة ووثبوا على طغريل فقتلوه وأقاموا فرخزاد بن مسعود ابن محمود بن سبكتكيـن وكـان محبوسـاً فـي بعـض القلـاع فأحضـر وبويـع لـه وقـام بتدبـر الأمر بين يديه خرخير وكان أميراً على الأعمال الهندية فقدم وتتبع كل من كان أعان على قتل عبد الرشيد فقتله‏.‏

وفاة قرواش في هذه السنة مستهل رجب توفي معتمد الدولة أبو منيع قرواش بن المقلـد ابـن المسيـب العقيلي الذي كان صاحب الموصل محبوساً بقلعة الجراحية مـن أعمـال الموصـل وحمـل فدفـن بتل توبة من مدينة نينوى شرقي الموصل وقيل إن ابن أخيه قريش بن بدران المذكور أحضر عمه قرواشاً المذكور من الحبس إلى مجلسه وقتله فيه وكان قرواش من ذوي العقل وله شعر حسن فمنه‏:‏ للـه در النائبـات فإنها صدأ القلوب وصيقل الأحرار ما كنت إلا زبرة فطبعتني سيفاً وأطلق صرفهـن عـراري وجمـع قرواش المذكور بين أختين في نكاحه فقيل له‏:‏ إن الشريعة تحرم هذا‏.‏

فقال‏:‏ وأي شيء عندنا تجيزه الشريعة وقال مرة‏.‏

ما برقبتي غير خمسة أو ستة قتلتهم من البادية وأما الحاضرة فلا يعبأ الله بهم‏.‏

غير ذلك من الحوادث فيها قبض على أبي هشام بن خميس بن معن صاحب تكريت أخـوه عيسـى ابـن خميـس وسجنـه واستولـى علـى تكريـت‏.‏

وفيهـا فـي حـوادث هذه السنة زلزلت خورستان وغيرها زلازل كثيرة وكان معظمها بأرجان فانفرج من ذلك جبل كبير قريب من أرجان وظهر وسطه درجة بالآجر والجص فتعجب الناس من ذلك وكذلك كانت الزلازل بخراسان وكان أشدهـا ببيهـق وخـرب سـور قصبـة بيهـق وبقـي خرابـاً حتـى عمـره نظـام الملـك فـي سنة أربع وستين وأربعمائة ثم خربه أرسلان أرغو‏.‏

ثم عمره مجد الملك البلاساني‏.‏

وفـي هـذه السنـة كانـت الفتنة ببغداد بين السنية والشيعة وأعادت الشيعة الآذان بحي على خير العمل وكتبوا في مساجدهم محمد وعلي خير البشر‏.‏

  ثم دخلت سنة خمس وأربعين وأربعمائة

فيها عماد أبو منصـور فلاستـون ابـن الملـك أبـي كاليجار واستولى على شيراز وأخذها من أخيه أبي سعيد بن أبي كاليجار ولما استقر أبو منصور في شيراز خطب فيها للسلطان طغرلبك ولأخيه الملك الرحيم ولنفسه بعدهما‏.‏

  ثم دخلت سنة ست وأربعين وأربعمائة

فيها سار طغرلبك إلى أذربيجان وقصد تبريز فأطاعه صاحبها وهشوذان وخطب له فيها وحمل إليه ما أرضاه وذلك فعل أصحاب تلك النواحي ولمـا استقـر لـه أذربيجـان على ما ذكرنا سار إلى أرمينية وقصد ملازكرد وهي للروم وحصرها فلم يملكها وعبر إلى الروم وغزا في الروم ونهب وقتل وأثر فيهم آثاراً عظيمة‏.‏

غير ذلك وفي هذة السنة حصلت الوحشة بين البساسيري والخليفة القائم‏.‏

  ثم دخلت سنة سبع وأربعين وأربعمائة

فيها قتل الأمير أبو حرب سليمان بن نصر الدولة بن مروان صاحب الجزيرة قتله عبيد الله بن أبي طاهر البشنوي الكردي غيلة‏.‏

غير ذلك فيها ثـارت جماعـة مـن السنيـة ببغـداد وقصـدوا دار الخلافـة وطلبـوا أن يـؤذن لهـم أن يأمـروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فأذن لهم وزاد شرهم ثم استأذنوا في نهب دور البساسيري وكان غائباً في واسط فأذن لهم الخليفة بذلك فقصدوا دور البساسيري ونهبوا وأحرقوها وأرسل الخليفة إلى الملك الرحيم يأمره بإبعاد البساسيري فأبعده وقدم الملك الرحيم من واسط إلى بغداد وسار البساسيري إلى جهة دبيس بن مرثد لمصاهرة بينهما‏.‏

الخطبة في بغداد لطغرلبك فيها سار طغرلبك حتى نزل حلوان فعظم الإرجاف ببغداد وأرسل قواد بغداد يبذلون له الطاعة والخطبة فأجابهم طغرلبك إلـى ذلـك وتقـدم الخليفـة القائـم بذلـك فخطـب لـه بجوامـع بغداد لثمان بقين من رمضان هذه السنة ثـم أرسـل طغرلبـك واستـأذن فـي دخـول بغـداد فتوجهت إليه الرسل فحلفوه للخليفة القائم وللملك الرحيم فحلف لهما وسار طغرلبك فدخل بغداد ونزل بباب الشماسية‏.‏

ولمـا وصـل طغرلبـك إلـى بغداد دخل عسكره يتحوجون فجرى بين بعضهم وبين السوقية هوشة وثـارت أهـل تلـك المحلـة علـى مـن فيهـا مـن الغـز عسكر طغرلبك ونهبوهم ثارت الفتنة بينهم ببغداد وخرجـت العامة إلى وطاقات طغرلبك فركب عسكره وتقاتلوا فانهزمت العامة وأرسل طغرلبك يقول‏:‏ إن كان هذا من الملك الرحيم فهو لا يقدر على الحضور إلينا وإن كان برئا من هذا فلا غناء عن حضوره فأرسل الخليفة القائم إلى الملك الرحيم أن يخرج هو وكبار القواد وهـم فـي أمـان الخليفـة وذمامـه فخرجـوا إلـى طغرلبك فقبض على الملك الرحيم وعلى القواد الذين صحبتـه فعظـم ذلـك علـى الخليفة القائم وأرسل إلى طغرلبك في أمرهم وشكا من عدم حرمته وعدم الالتفات إلى أمانه فأفرج طغرلبك عن بعض القواد واستمر بالباقين وبالملك الرحيم في الاعتقال وهذا الملك الرحيم آخر من استولى على العراق من ملوك بني بويه وكان أول من استولـى منهـم علـى العـراق وبغـداد معـز الدولـة أحمـد بـن بويـه ثم ابنه بختيار بن معز الدولة ثم ابن عمه عضد الدولة ثم فناخسرو ابن ركن الدولة بن بويه ثم ابنه صمصام الدولة بن كاليجار المرزبـان بـن عضـد الدولـة ثم أخوه شرف الدولة شيزريك بن عضد الدولة ثم أخوه بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة ثم ابنه سلطان الدولة أبو شجاع بن بهاء الدولة ثم أخوه شرف الدولـة ابـن بهاء الدولة ثم أخوه جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة ثم ابن أخيه أبو كاليجار المرزبـان بـن سلطـان الدولـة بـن بهـاء الدولـة ثـم ابنـه الملـك الرحيـم خسـره فيروز ابن أبي كاليجار بن سلطان الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه وهو آخرهم‏.‏

غير ذلك من الحوادث فيها وقعت الفتنة بين الشافعية والحنابلة ببغداد فأنكرت الحنابلة على الشافعية الجهر بالبسملة والقنوت في الصبح والترجيع في الأذان

  ثم دخلت سنة ثمان وأربعين وأربعمائة

فيها تزوج الخليفة القائم ببنت داود أخي طغرلبك‏.‏

وفيها وقعت حرب بين عبيد المعز بن باديس وبين عبيد ابنه تميم بن المعز بالمهدية فانتصرت عبيد تميم وقتلوا في عبيد المعز وأخرجوهم من المهدية‏.‏

ابتداء دولة الملثمين والملثمون من عدة قبائل ينتسبون إلى حمير وكان أول مسيرهم من اليمن في أيـام أبـي بكـر الصديـق رضـي اللـه عنـه سيرهـم إلى جهة الشام وانتقلوا إلى مصر ثم إلى المغرب مع موسى بن نصير وتوجهوا مع طارق إلى طنجة وأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء واستوطنوها إلى هذه الغاية فلما كانت هذه السنة توجه رجل منهم اسمه جوهر من قبيلة جدالة إلى إفريقية طالباً الحـج فلمـا عـاد استصحـب معـه فقيهـاً مـن القيـروان يقال له عبد الله بن ياسين الكزولي ليعلم تلك فتوجه عبد الله بن ياسين مع جوهر حتى أتيا قبيلة لمتونة وهي القبيلة التي منها يوسف بن تاشفين أمير المسلمين ودعياها إلى العمل بشرائع الإسلـام فقالـت لمتونـة‏:‏ أمـا الصلـاة والصـوم والزكاة فقريب وأما قولكما من قتل يقتل ومن سرق يقطع ومن زنا يرجم فهذا أمر لا نلتزمه اذهبا عنا‏.‏

فمضـى جوهـر وعبـد اللـه بـن ياسيـن إلـى جدالـة قبيلـة جوهر فدعاهم عبد الله بن ياسين والقبائل التـي حولهـم إلى شرائع الإسلام‏.‏

فأجاب أكثرهم وامتنع أقلهم فقال ابن ياسين للذين أجابوا إلى شرائع الإسلام‏:‏ يجب عليكم قتال المخالفين لشرائع الإسلام فأقيموا لكم أميراً فقالوا‏:‏ أنت أميرنا فامتنـع ابـن ياسيـن وقـال لجوهـر‏:‏ أنت الأمير‏.‏

فقال جوهر‏:‏ أخشى من تسلط قبيلتي على الناس ويكون وزر ذلك علي‏.‏

ثم اتفقا على أبي بكر بن عمر رأس قبيلة لمتونة فإنه سيد مطاع ليلزم لمتونة قبيلته فأتيا أبا بكـر بـن عمـر وعرضـا عليـه ذلـك فقبـل فعقد له البيعة وسماه ابن ياسين أمير المسلمين اجتمع إليه كل من حسن إسلامه وحرضهم عبد الله بن ياسين على الجهاد وسماهم المرابطين فقتلوا من أهـل البغـي والفسـاد ومن لم يجب إلى شرائع الإسلام نحو ألفي رجل فدانت لهم قبائل الصحراء وقويت شوكتهم وتفقه منهم جماعة على عبد الله بن ياسين‏.‏

ولمـا استبـد أبـو بكـر بن عمر وعبد الله بن ياسين بالأمر داخل جوهر الحسد فأخذ في إفساد الأمر فعقد له مجلس وحكم عليه بالقتل لكونه شق العصا وأراد محاربـة أهـل الحـق فصلـى جوهـر ركعتيـن وأظهـر السـرور بالقتـل طلبـاً للقـاء اللـه تعالـى وقتلـوه ثـم جـرى بين المرابطين وبين أهل السـوس قتـال فقتـل فـي تلك الحرب عبد الله بن ياسين الفقيه ثم سار المرابطون إلى سجلماسة واقتتلـوا مـع أهلهـا فانتصر المرابطون واستولوا على سجلماسة وقتلوا أصحابها ولما ملك أبو بكر بن عمر سجلماسة استعمل عليها يوسف بن تاشفين اللمتوني وهو من بني عم أبي بكر بن عمر وذلك في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة‏.‏

ثم استخلف أبو بكر على سجلماسة ابن أخيه وبعث يوسف بن تاشفين ومعه جيش من المرابطين إلى السوس ففتح على يديه كان يوسف بن تاشفين رجلا ديناً حازماً مجرباً داهية واستمـر الأمـر كذلـك إلـى أن توفـي أبـو بكر بن عمر في سنة اثنتين وستين وأربعمائة فاجتمعت طوائـف المرابطيـن علـى يوسـف بـن تاشفيـن وملكـوه عليهـم ولقبـوه بأميـر المسلميـن ثـم سـار إلـى المغـرب وافتتحها حصنـاً حصنـاً وكـان غالبهـا لزناتـة ثـم إن يوسـف قصـد موضـع مراكـش وهـو قـاع صفصف لا عمارة فيه فبنـى فيـه مدينـة مراكـش واتخذهـا مقـراً ملكـه وملـك البلـاد المتصلـة بالمجماز مثل سبتة وطنجة وسلا وغيرها وكثرت عساكره ويقال للمرابطين الملثمين أيضاً قيل إنهـم كانـوا يتلثمون على عادة العرب فلما ملكوا ضيقوا لثامهم كأنه ليتميزوا به وقيل بل إن قبيلة لمتونة خرجوا غائرين على عـدو لهـم وألبسـوا نساءهـم لبـس الرجـال ولثموهـن فقصـد بعـض أعدائهم بيوتهم فرأوا النساء ملثمين فظنوهن رجالا فلم يقدموا عليهن واتفق وصول رجالهم في ذلك التاريخ فأوقعوا بهم فتبركوا باللثام وجعلوه سنة من ذلك التاريخ فقيل لهم الملثمون‏.‏

مسير طغرلبك عن بغداد لما أقام طغرلبك ببغداد ثقلت وطأة عسكره على الرعية إلى الغاية فرحل طغرلبك عن بغداد عاشر ذي القعدة من هذه السنة أعني سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وكان مقامه ببغداد ثلاثة عشـر شهـراً وأياماً لم يلق الخليفة فيها وتوجه طغرلبك إلى نصيبين ثم سار منها إلى ديار بكر التي هي لابن مروان‏.‏

غير ذلك من الحوادث وفي هذه السنة توفي أمير الكاتب البيهقي كان من رجال الدنيا‏.‏

  ثم دخلت سنة تسع وأربعين وأربعمائة

عود طغرلبك إلى بغداد فيهـا عاد طغرلبك إلى بغداد بعد أن استولى على الموصل وأعمالها وسلمها إلى أخيه إبراهيم ينال ولما قارب طغرلبك الفقص خرج لتلقيـه كبـراء بغـداد مثـل عميـد الملـك وزيـر طغرلبـك ببغداد ورئيس الرؤساء ودخل بغداد وقصد الاجتماع بالخليفة القائم فجلس له الخليفة وعليه البـردة علـى سريـر عمـال عـن الـأرض نحو سبعة أذرع وحضر طغرلبك في جماعته وأحضر أعيان بغـداد وكبـراء العسكر وذلك يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة من هذه السنة فقبل طغريل بـك الـأرض ويـد الخليفـة ثم جلس على كرسي‏.‏

ثم قال له رئيس الرؤساء‏:‏ إن الخليفة قد ولاك جميع ما ولاه الله تعالى من بلاده ورد إليك مراعاة عباده فاتق الله فيما ولاك واعرف نعمته عليك وخلع على طغريل بك وأعطى العهد فقبل الأرض ويد الخليفة ثانياً وانصرف ثم بعث طغريل بك إلى الخليفة خمسين ألف دينار وخمسين مملوكاً من الأتراك ومعهم خيولهم وسلاحهم مع ثياب وغيرها‏.‏

غير ذلك فيها قبض المستنصر العلوي خليفة مصر على وزيره اليازوري وهو الحسن بن عبد الله وكان قاضياً في الرملة على مذهب أبي حنيفة ثم تولى الوزارة ولما قبض وجد له مكاتبات إلى بغـداد‏.‏

وفيهـا توفـي أبـو العـلاء أحمـد بـن سليمـان المعـري الأعمـى ولـه نحـو سـت وثمانيـن سنة ومولده سنـة ثلـاث وستين وثلاثمائة وقيل ست وستين وثلاثمائة واختلف في عماه والصحيح أنه عمي في صغره من الجدري وهو ابن ثلاث سنين وقيل ولد أعمى وكان عالماً لغوياً شاعراً ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وأقام بها سنة وسبعة أشهر واستفاد من علمائها ولم يتلمذ أبو العلاء لأحد أصلا ثم عاد إلى المعرة ولزم بيته وطبق الأرض ذكره ونقلت عنه أشعار وأقوال علم بها فساد عقيدته ونسب إلى التمذهب بمذهب الهنود لتركه أكل اللحم خمسـاً وأربعيـن سنـة وكذلـك البيـض واللبـن وكـان يحـرم إيلام الحيوان وله مصنفات كثيرة أكثرها ركيكة فهجرت لذلك وكان يظهر الكفر ويزعم أن لقولـه باطنـاً وأنـه مسلـم فـي الباطـن فمـن شعره المؤذن بفساد عقيدته قوله‏:‏ عجبت لكسري وأشياعه وغسل الوجوه ببول البقـر وقول النصارى إله يضـام ويظلم حيـا ولا ينتصـر وقول اليهود إله يحب رسيـس الدماء وريح القتر وقـوم أتـوا من أقاصي البلد لرمي الجمار ولثم الحجـر فـوا عجبـاً من مقالاتهم أيعمى عن الحق كل البشر ومن ذلك قوله‏:‏ زعموا أنني سأبعث حيا بعد طول المقـام فـي الأرمـاس أي شيء أصاب عقلك يا مس - - كين حتى رميت بالوسواس ومن ذلك‏:‏ أتى عيسى فبطل شرع موسى وجاء محمد بصلاة خمس وقالـوا لا نبـي بعد هذا فضـل القـوم بين غد وأمس ومهما عشت في دنيـاك هـذي فمـا تخليـك مـن قمر وشمس إذا قلت المحال رفعت صوتـي وإن قلت الصحيح أطلت همسي ومن ذلك قوله‏:‏ تاه النصارى والحنيفة ما اهتدت ويهود هطرى والمجـوس مضللـه قسم الورى قسمين هذا عاقل لا ديـن فيـه ودين لا عقل له وفي هذه السنة توفي أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني مقدم أصحاب الحديث بخراسان وكان فقيهاً خطيباً إماماً في عدة علوم‏.‏

وفيها توفي أياز غلام محمود سبكتكين وله مع محمود أخبار مشهورة‏.‏

وفيها مات أبو أحمد عدنان بن الشريف الرضي نقيب العلويين‏.‏

  ثم دخلت سنة خمسين وأربعمائة

الخطبة بالعراق للمستنصر العلوي في هذه السنة سار إبراهيم ينال بعد انفصاله عن الموصل إلى همذان وسار طغرلبك من بغـداد فـي إثـر أخيـه أيضـاً إلـى همـذان وتبعـه مـن كـان ببغداد من الأتراك فقصد البساسيري بغداد ومعه قريش بن بدران العقيلي في مائتي فرس ووصل إليها يوم الأحد ثامن ذي القعدة ومعه أربعمائة غلام ونزل بمشرعة الزوايا وخطب البساسيري بجامع المنصور للمستنصر بالله العلوي خليفة مصر وأمر فأذن بحي على خير العمل ثم عبر عسكره إلى الزاهر وخطب بالجمعة الأخرى من وصوله للمصري بجامع الرصافة أيضاً وجرى بينه وبين مخالفيه حروب في أثناء الأسبوع وجمع البساسيـري جماعتـه ونهـب الحريـم ودخـل البـاب النوبـي فركـب الخليفـة القائـم لابساً للسواد‏.‏

وعلى كتفه البردة وبيده سيف وعلى رأسه اللواء وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة وسرى النهب إلى باب الفردوس من ثأره فلما رأى القائم ذلك رجع إلى ورائه ثم صعد إلى المنظرة ومع القائم رئيس الرؤساء وقال رئيس الرؤساء لقريش بـن بدران‏:‏ يا علم الدين أمير المؤمنين القائم يستذم بذمامك وذمام رسول الله وذمام العربية على نفسه وماله وأهله وأصحابه فأعطى قريش محضرته ذماماً فنزل القائم ورئيس الرؤسـاء إلـى قريش من الباب المقابل لباب الحلبة وسارا معـه فأرسـل البساسيـري إلـى قريـش وقـال لـه‏:‏ أتخالـف مـا استقـر بيننـا وتنقـض مـا تعاهدنـا عليـه وكانـا قـد تعاهـدا علـى المشاركـة وأن لا يستبد أحدهما دون الآخر ثم اتفقا على أن يسلم رئيس الرؤساء إلى البساسيري لأنه عدوه ويبقى الخليفة القائم عند قريش وحمـل قريـش الخليفـة إلـى معسكـره ببردتـه والقضيـب ولوائـه ونهبـت دار الخليفـة وحريمهـا أيامـاً‏.‏

ثـم سلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارس وسار به مهارس والخليفة في هودج إلى حديثـة عانـة فنـزل بهـا وسـار أصحـاب الخليفـة إلـى طغرلبـك وأمـا البساسيري فإنه ركب يوم عيد النحر إلى المصلى بالجانب الشرقي وعلى رأسه ألوية خليفة مصر وأحسن إلى الناس ولم يتعصب لمذهب وكانت والدة القائم باقية وقد قاربت تسعين سنة فأفرد لها البساسيري داراً وأعطاها جاريتين من جواريها وأجرى لها الجراية وكان قد حبس البساسيري رئيس الرؤساء فأحضره من الحبس فقال رئيس الرؤساء‏:‏ العفو‏.‏

فقال له البساسيري‏.‏

أنت قدرت فما عفـوت وأنـت صاحـب طيلسـان وفعلـت الأفعـال الشنيعـة مـع حرمـي وأطفالـي وكانـوا قـد ألبسـوا رئيـس الرؤساء استهزاء به طرطوراً من لبد أحمر وفي رقبته مخنقـة جلـود وطافـوا بـه إلـى النجمـي وهـو يقـرأ‏:‏ ‏(‏قـل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشـاء وتعـز مـن تشـاء وتـذل مـن تشـاء بيـدك الخيـر إنـك علـى كـل شـيء قديـر‏)‏ ‏(‏آل عمـران‏:‏ 6‏)‏ فلما مر رئيس الرؤساء بتلك الحالة على أهل الكرخ بصقوا في وجهه لأنه كان يتعصب عليهـم‏.‏

ثـم ألبـس جلـد ثـور وجعلـت قرونـه علـى رأسه وجعل في كفه كلابان من حديد وصلب وبقـي إلـى آخـر النهـار ومـات وأرسل البساسيري إلى المستنصر العلوي بمصر يعرفه بإقامة الخطبة لـه بالعـراق وكـان الوزير هناك ابن أخي أبي القاسم المغربي وهو ممن هرب من البساسيري فبرد فعل البساسيري وخوف من عاقبته فتركت أجوبته مدة ثم عادت بخلاف ما أمله ثم سار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصر فملكهما وأما طغريل بك فكان قد خرج عليه أخوه إبراهيـم ينـال وجرى بينه وبينه قتال وآخره أن طغريل بك انتصر على أخيه إبراهيم ينال وأسره وخنقه بوتر وكان قد خرج عليه مراراً وطغريل بك يعفو عنه فلم يعف عنه في هذه المرة‏.‏

عود الخليفة القائم إلى بغداد وقتل البساسيري وكـان ذلـك فـي السنـة القابلـة سنة إحدى وخمسين فقدم ذكر هذه الواقعة في هذه السنة لتكون أخبارها متتابعة إلى منتهاها فنقول‏:‏ إنه لما فرغ طغريل بك من أمم أخيه إبراهيم ينال وقتله سـار إلى العراق لرد الخليفة إلى مقر ملكه وأرسل إلى البساسيري يقول‏:‏ رد الخليفة إلى مكانه وأنا أرضى منك بالخطبة ولا أدخل العراق فلم يجب البساسيري إلى ذلك‏.‏

فسار طغريل بك فلما قارب إلى بغداد انحدر منها خدم البساسيري وأولاده في دجلة وكان دخول البساسيري وأولاده سنة خمسين سادس ذي القعدة وخروجهم من بغداد في سنة إحدى وخمسين سادس ذي القعـدة أيضـاً ووصـل طغريـل بـك إلـى بغـداد وأرسـل في طلب الخليفة القائم إلى مهارس فسار مهـارس والخليفـة إلـى بغـداد فـي السنـة المذكورة أعني سنة إحدى وخمسين في حادي عشر ذي القعدة وأرسل طغريل بـك الخيـام العظيمـة والآلـات لملتقـى الخليفـة القائـم ووصـل الخليفـة إلـى النهـروان رابـع وعشريـن ذي القعـدة وخر طغريل بك لتلقيه واجتمع به واعتذر عن تأخره بعصيان أخيه إبراهيم وأنه قتله عقوبة لما جـرى منـه وبوفـاة أخيـه داود بخراسـان وسـار مـع الخليفـة ووقـف طغريـل بـك فـي البـاب النوبـي مكـان الحاجـب‏.‏

وأخذ بلجام بغلة الخليفة حتى صار على بـاب حجرتـه ودخـل الخليفـة إلـى داره يـوم الاثنين لخمس بقين من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ثم أرسل طغريل بك جيشاً خلف البساسيري ثم سار طغريل بك في إثرهم واقتتل الجيش والبساسيري‏.‏

ثامن ذي الحجة فقتل البساسيري وانهزم أصحابه وحمل رأسه إلى طغريل بك وأخذت أموال البساسيري مع نسائه وأولاده ثم أرسل طغريل بك رأس البساسيري إلـى دار الخلافـة فصلـب قبالـة البـاب النوبـي وكـان البساسيري مملوكاً تركياً من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة‏.‏

واسمه أرسلان وهو منسوب إلى مدينة بسا بفارس وكان سيد هذا لمملوك من بسا فقيل له البساسيري لذلك والعرب تجعل عوض الباء فاء فتقول فسا ومنها أبو علي الفارسي النحوي‏.‏

غير ذلك من الحوادث وفي هـذه السنـة أعنـي سنـة خمسيـن وأربعمائـة توفـي شهـاب الدولـة أبـو الفـوارس منصـور بـن الحسيـن الأسدي صاحب الجزيرة واجتمعت عشيرته على ولده صدقة وفيها توفي الملك الرحيم أبو نصر خسره فيروز آخر ملوك بني بويه بعد أن نقل من قلعة السيروان إلى قلعة الري فمات بها مسجونـاً وهـو الملـك الرحيـم بـن أبي كاليجار المرزبان بن سلطان الدول بن بهاء الدولة بن عضد الدولـة بـن ركـن الدولـة بن بويه‏.‏

وفيها توفي القاضي أبو الطيب الطبري الفقيه الشافعي وله مائة سنة وسنتان وكان صحيح السمع والبصر سليم الأعضاء يناظر ويفتي ويستدرك على الفقهاء ودفـن عنـد قبـر أحمـد بـن حنبـل‏.‏

وفيهـا توفـي قاضـي القضـاة أبـو الحسيـن علـي بن محمد بن حبيب الماوردي وله تصانيف كثيرة منها الحاوي المشهور وعمره ست وثمانون سنة أخذ الفقه عن أبي حامد الإسفراييني وغيره ومن مصنفاته تفسير القرآن والنكت والعيون والأحكام السلطانية وقانون الوزارة والماوردي نسبة إلى بيع ماء الورد‏.‏

وفيها كانت زلزلة عظيمة لبثت ساعة بالعراق والموصل فخربت كثيراً وهلك فيها الجم الغفير‏.‏